M
e
k
a
n
T
u
r
k

إدرنة

إدرنة إحدى مدن تركيا في أقليم تراقيا، وتقع في أقصى الجهة الشمالية الغربية من الجزء الأوروبي للجمهورية التركية، بالقرب من حدود بلغاريا واليونان حيث تبعد عن حدود اليونان 7 كم، وبلغاريا 20 كم، كما يمر بها نهر ماريتزا، وكان اسمها قبل حكم العثمانيين أدريانوپل, أسس الامبراطور الرومانى (هادريان) مدينة أدرنة في القرن الثاني الميلادي، ولكن بعد ذلك سقطت الرومان وأصبحت مدينة يونانية وبعد ذلك سيطر عليها العثمانيون في سنة 1362 ميلادي وصارت عاصمتهم من 1365 إلى 1453 للميلاد

شهدت أدرنة والمناطق المجاورة لها ما لا يقل عن 16 معركة حاسمة عبر العصور من أبرزهما معركتان هائلتان أولهما بين ليسيستوس وكونستنتان إمبراطور الرومان فهزم الأول شر هزيمة سنة 373 م أما المعركة الثانية فكانت سنة 387 م حيث هزم الإمبراطور فالان الروماني في حربه مع القوط ولقي حتفه.

تحتوي المدينة على 11 كنسية منها اثنتين بلغارتين و9 يونانية, تعرضت المدينة إلى الدمار في عام 1905 من جراء الحريق، وفي عام 1905 كان فيها حوالي 80،000 نسمة، منهم 30،000 من المسلمين ( الأتراك وبعض الألبان والغجر والشركس) ؛ 22،000 الإغريق؛ 10،000 البلغار؛ 4،000 الأرمن؛ 12،000 اليهود؛ و 2،000 من العرقيات الدينية الأخرى.

ولعل ماضي هذه المدينة هو ما جعلها مثيرة للاهتمام حيث يجد فيها الناس حالياً مختلف الأنماط العمرانية الحديثة والقديمة, وفيها ولد السلطان محمد الفاتح, الذي فتح القلسطينية من الروم, ويقصد هذه المدينة أسبوعياً ملايين السياح الأوروبين, وفيها مركز تمثيلي دبلوماسي لعديد من الدول الأوروبية كونها حدودية مع الإتحاد الأوروبي. 

ومن أهم المعالم السياحية في إدرنة حالياً هو مسجد السليمية المبنى على تلة عالية في المدينة ويمثل ذروة الحضارة العثمانية هناك, بناه المهندس العثماني الشهيرة "سنان" في العام السادس عشر, وتم تصنيفه ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونكسو عام 2011

كما يحيط مسجد السليمية مسجداً آخراً معروف باسم "اوج شريفلي" ويمكن التعرف عليه بسهولة بسبب وجود 4 مآذن مميزة ذات تصاميم مختلفة عن بعضها البعض وله قبة ملونة ومزينة, إنه حقاً يبعث البهجة في النفس. 

كما يعتبر برج مقدونية في إدرنة من الأجزاء الأخير لسور المدينة, وأطلق عليه برج الساعة تحيط به حديقة جميلة ويمكن الصعود إليه بعد الدخول إلى البرج ذاته, كما يوجد مركزاً لمحطة القطار سابقاً ومقاهي ومطاعم أوروبية وشرقية يقصدها عشرات السياح سنوياً. 

وعلى ضفاف نهر إدرنة يوجد شوارع خضراء وأشجار رائعة تعطي الجسد طاقة وحب للمشي على الأقدام في تلك الأجواء الرومنسية, وعلى لمعة المياه في الأنهار صباحاً ومساءاً والقناطر العثمانية الجميلة فوق النهر.